الإدارة الاستراتيجية

المقدمة
المبحث 1 : ماهية الإدارة الاستراتيجية
المطلب 1: تعريف الاستراتيجية
المطلب 2 : مفهوم الإدارة الاستراتيجية
المطلب 3 : عمليات الإدارة الاستراتيجية
المبحث الثاني : مستويات و أهمية الإدارة الاستراتيجية
المطلب 1 : مستويات الإدارة الاستراتيجية
المطلب 2 : التحديات التي تواجه الإدارة الاستراتيجية
المطلب 3 : أهمية الإدارة الاستراتيجية لمنظمات الأعمال
خاتمة
المقدمة :
تسعى معظم منظمات الاعمال الى تحقيق النجاح في عملياتها وانشطتها وتكافح باستمرار لبناء مركز استراتيجي وتنافسي متميز يضمن لها البناء والنمو وتحسين الاداء في ظل البيئة التي تعمل فيها. ولغرض انجاز هذه الاهداف فإن الامر يتطلب من هذه المنظمات ان تمتلك رؤية بعيدة الامل وان لا تنظر الى مجالات تحقيق الربحية في الوقت الحاضر فقط ان التطورات المعاصرة في العلوم الادارية وتأثير التغيرات التكنلوجية والمعرفية في العلوم الاخرى وظهور مفاهيم وفلسفات جديدة من الناحية السياسية والاقتصادية كالعولمة والخصخصة وبروز العديد من التحديات التي تواجه منظمات الاعمال خلال القرن الحادي والعشرين انما يتطلب الامر تطوير رؤية ادارية متكاملة تستند الى فلسفة واضحة ومحددة تساهم في زيادة كفاءة وفاعلية المدير الاداري وتحويله تدريجياً الى مدير او قائد استراتيجي من خلال تزويده بمجموعة متكاملة من المهارات الفكرية والتحليلية والانسانية من خلال البحث سنتطرق إلى التعرف على :
ما هي إدارة الأعمال الدولية و إدارة الاستراتيجية الدولية و التخطيط الاستراتيجي؟
مفهوم الاستراتيجية :
الاستراتيجية مفاهيم متعددة تناولها العديد من الباحثين والمتخصصين في الشؤون الاستراتيجية وبطبيعة الحال يتوقف المعنى المقصود بالاستراتيجية على التعريف الذي يتم قبوله.
تعريف 1 : الاستراتيجية بأنها خطة أو سبيل للعمل، والذي يتعلق بجانب عمل يمثل أهمية دائمة المنظمة ككل .
تعريف 2 : إن الاستراتيجية ما هي إلا وسيلة لتحقيق غاية محددة وهي رسالة المنظمة في المجتمع، كما أنها تصبح غاية تستخدم في قياس الأداء للمستويات الدنيا داخل المنظمة.
إن إدارة الاستراتيجية هي التي تجعل منظمة ما تأخذ زمام المبادرة والمبادأة بدلا من أن تكون فى حالة من مجرد رد الفعل في تشكيل مستقبلها .
و سنتعرف في هذا المبحث على
مفهوم الإدارة الاستراتيجية :
تعددت التعريفات التي تبين معنى الإدارة الاستراتيجية ومن بين هذه التعريفات ما قدمه قدمه هيجنز و فينسز حيث يرى أن الإدارة الاستراتيجية هي العملية الخاصة بإدارة مهنة التنظيم من حيث تحديد رسالة المنظمة وغاياتها وإدارة علاقاتها التنظيمية والبيئة ، خاصة مع الأطراف المؤثرة والمتأثرة بنشاط المنظمة.
ويشير توماس إلى الاستراتيجية على أنها : "الأنشطة والخطط التي تقرها المنظمة على المدى البعيد بما يضمن التقاء أهداف المنظمة مع رسالتها ، والتقاء رسالة المنظمة مع البيئة المحيطة بها بطريقة فعالة وذات كفاءة عالية في نفس الوقت".
إذا تفحصنا غالبية التعريفات السابقة وغيرها فى مجال الإدارة الاستراتيجية نجد أن بعضها يركز على تصور دور المنظمة على المدى البعيد ويهمل العلاقات البيئية ، ويهتم البعض الآخر بأهمية تحديد المنظمة لرسالتها وغاياتها ، فى حين يركز آخرون على عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتخصيص الموارد التنظيمية ، وفى هذا الصدد يمكننا القول أن الإدارة الاستراتيجية تعنى : " تصور الرؤى المستقبلية للمنظمة، ورسم رسالتها وتحديد غاياتها على المدى البعيد ، وتحديد أبعاد العلاقات المتوقعة بينها وبين بيئتها بما يسهم فى بيان الفرص والمخاطر المحيطة بها ، ونقاط القوة والضعف المميزة لها"
عمليات الإدارة الاستراتيجية : تمر إدارة الاستراتيجية في اي مستوى من المستويات بمجموعة من المراحل يمكن بيانها على النحو التالي :
مرحلة مسح و تحليل البيئة :
في هذه المرحلة يتم التوجيه من خلال توجيه البحث لتحديد و تحليل العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة والاستفادة من نقاط القوة، وتقليص أثر نقاط الضعف، هذا جانب مراعاة الفرص والمميزات بالبيئة الخارجية مع تلافى وتقليل أثر المعوقات والمخاطر.
مرحلة صياغة الاستراتيجية :
تعنى عملية صياغة الاستراتيجية وضع وتحديد غايات المنظمة وأهدافها الرئيسية وذلك فى ضوء الرؤية المستقبلية الشاملة ، وبعد وضوح وتحديد رسالة المنظمة هذا كما تحتوى عملية صياغة الاستراتيجية على تحديد الاستراتيجيات البديلة ، ثم اختيار البديل الاستراتيجي المناسب .و هي تشمل ثلاث مراحل :
- تحديد رؤية و رسالة المنظمة
- تحديد الغايات و الأهداف طويلة الأجل
- تحديد البدائل الاستراتيجية
- اختيار الاستراتيجية المناسبة
مرحلة تطبيق الاستراتيجية :
تعد مرحلة تطبيق الاستراتيجية من أكثر المراحل صعوبة فى الإدارة الاستراتيجية ، إذ تشتمل على تهيئة المناخ التنظيمي ، ووضع الخطط والسياسات ونظم العمل ، وتخصيص الموارد ، وبناء الهيكل التنظيمي المناسب ، وإعداد وتنمية القوى البشرية ، وتنمية القيادات الإدارية.
مرحلة مراجعة و تقويم الاستراتيجية :
تتمثل الخطوة الأخيرة من خطوات الإدارة الاستراتيجية فى مراجعة وتقويم الاستراتيجية ، ويجب مراعاة أن الاستراتيجية توضع لمواجهة وتعديل وتطوير المستقبل ، ذلك الذى يتميز بوجود عوامل داخلية وخارجية تتغير باستمرار. وهناك ثلاثة أنشطة رئيسة لتقييم الاستراتيجية:
أ -مراجعة العوامل الداخلية والخارجية. ب - قياس الأداء وذلك بمراجعة النتائج و التأكد من الأداء التنظيمي ج - اتخاذ الإجراءات التصحيحية..
مستويات الإدارة الاستراتيجية
توجد ثلاثة مستويات للإدارة الاستراتيجية ـ بحسب أكثر التقسيمات
استراتيجية المنظمة :تمثل الاستراتيجية الرئيسة على مستوى المنظمة ككل إذ تهتم بمجموعة المنظمة بشكل عام وبالصورة العامة للمنظمة في البيئة إضافة إلى اهتمامها بالمركز التنافسي للمنظمة وتحديد ثقلها الشعبي بجانب دورها في تقنية الاستراتيجيات الفرعية ومحاولة التنسيق فيما بينها.
استراتيجية وحدات الأعمال :
تركز استراتيجيات الأعمال على بيان سبل المنظمة في التنافس وتحقيق مكانة معينة في أحد مجالات الأعمال المحددة ، وقطاع معين وهنا نجد أن نطاق الاستراتيجية أكثر تركيزاً وأقل مدى من استراتيجية المنظمة ككل ومن أهم الاستراتيجيات في هذا الصدد ما يتعلق بالسوق , و استراتيجية خط المنتجات و الترويج و التمويل و البحوث و التطوير .
استراتيجية الوظائف :
تهتم استراتيجية الوظائف بمجال وظيفي محدد يعمل على تنظيم استغلال مورد معين بالمنظمة مادي كان أو بشري ويقل نطاقها إلى ما بعد استراتيجية الأعمال فنجد الاهتمام بتحليل أحد عناصر البيئة الداخلية لتحديد مجالات ونقاط القوى والضعف ويزداد التنسيق والتكامل بين الأنشطة داخل الوظيفة الواحدة .
التحديات التي تواجه الإدارة الاستراتيجية : هناك العديد من التحديات المتوقع أن تواجه الإدارة الاستراتيجية خاصة في مطلع القرن القادم
من بين هذه التحديات ما يلي :
1 ـ زيادة معدلات التغير :
إن دخول المنظمات القرن الحادي والعشرين يأتي محملاً بالعديد من نتائج الابتكارات والأنشطة والتفاعلات الدولية ، فانهيار الاتحاد السوفيتي والنظرية الاشتراكية في أواخر القرن العشرين ، واتحاد ألمانيا الشرقية والغربية ، كل هذه الأمور ما هي إلا أمثلة لتحديات التغيير الماثلة أمام الاستراتيجيين في منظمات الأعمال .
2 ـ شدة المنافسة :
حمل عقد التسعينات في أواخر القرن الماضي منافسة شديدة فما بالنا بالقرن القادم لا شك أنه سيشهد منافسة أكثر وأشد نتيجة زيادة المعاملات الدولية والعولمة الاقتصادية
3 ـ عولمة الإدارة فكراً وتطبيقاً :
لقد ازدادت التحالفات الاقتصادية العالمية ومن المتوقع في القرن القادم تفشى هذه التحالفات وزيادة مستويات المنافسة العالمية وذلك يدعو إلى ضرورة الاهتمام بتنمية الفكر الاستراتيجي لمواجهة هذه الاتجاهات الدولية في مجالات التطبيق الاقتصادي والإداري .
4ـ التغيرات التكنولوجية :
تعتمد العديد من المنظمات على بعض الأساليب التكنولوجية للحصول على ميزة تنافسية تسهم في سيطرتها على أحد المواقف زمنياً ولكي يستمر طويلاً فسرعان ما يحدث التغيير وتجد تلك المنظمات نفسها مطالبة بالبحث عن ميزة تنافسية تكنولوجية جديدة
5ـ تغيير طبيعة قوى العمل :
لا شك أن طبيعة قوى العمل قد تغير دورها وأصبحت تمثل تحدياً حقيقياً للإدارة الاستراتيجية يزداد أثره وضوحاً في الأعمال الدولية والأزمنة المستقبلية
6- عدم استقرار السوق و الأوضاع الاقتصادية :
يمثل عدم استقرار السوق تحديا واضحا في الفترات الأخيرة فكر العملاء و المنتجات و المنظمات و الابتكارات أصبح من غير الممكن السيطرة عليه في وقت واحد حتى إذا تمكنت المنظمة من السيطرة على بعض الأبعاد
أهمية الإدارة الاستراتيجية لمنظمات الأعمال :
تحقق المنظمات التي تهتم بإدارة عملياتها وأنشطتها على هدى من الدراسات الاستراتيجية العديد من المزايا والمنافع وفيما يلى نتناول بعض المزايا التى تعود على المنظمات من جراء اهتمامها بالإدارة الاستراتيجية :
1- وضوح الرؤية المستقبلية واتخاذ القرارات الاستراتيجية
إن صياغة الاستراتيجية تتطلب قدراً كبيراً من دقة توقع الأحداث مستقبلاً والتنبؤ بمجريات الأحوال مما يمكن من نجاح تطبيقها وبالتالي نمو المنظمة وبقائها.
2- التفاعل البيئي على المدى البعيد : لا تستطيع منظمات الأعمال التأثير فى ظروف ومتغيرات بيئتها في المدى القصير ، فلا يمكنها التحكم أو السيطرة على الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية السائدة ، في حين يمكنها ذلك من خلال تفاعلها البيئي
على المدى البعيد .
3- تحقيق النتائج الاقتصادية والمالية المرضية :
أثبتت بعض الدراسات البحتة أن هناك علاقة إحصائية إيجابية بين النتائج الاقتصادية والمالية للمنظمة ومدى اهتمامها بإدارة استراتيجياتها طويلة المدى وتحريها دقة اتخاذ القرار الاستراتيجي
4-تدعيم المركز التنافسي
إن الإدارة الاستراتيجية تقوى مركز المنظمات فى ظل الظروف التنافسية الشديدة المحلية أو الدول وتساعد المنظمات على الاستفادة من مواردها وثرواتها الفنية والمادية والبشرية
5-القدرة على إحداث التغيير :
إذ تعتمد إدارة الاستراتيجية على كوادر ذات تحديات ونظريات ثاقبة للمستقبل تحمل معها الرغبة في إحداث التغيير و التصحيح والاكتشاف
6- تخصيص الموارد والإمكانات بطريقة فعالة : تساعد الإدارة الاستراتيجية على توجيه جهود المنظمة التوجيه الصحيح في المدى البعيد ، كما تسهم في استخدام مواردها وامكاناتها بطريقة فعالة
خاتمة :
تجلى في التطورات الاستراتيجية التي مثلت في عقول القادة الذين تولوا قيادة أجهزة الدولة و مؤسساتها و رسم سياستها و التحكم بمواردها و أنهم ذو عقول استراتيجية ثاقبة لانهم لا يعرفون للمستحيل وجود و الشواهد في هذا المجال هي الرؤية الاستراتيجية في عقول حضارة بابل و الصين و مصر و اليونان و طبيعة التفكير الاستراتيجي بالفرص و التهديدات التي واجهت الدول الاسلامية منذ زمن الرسول عليه صوات الله و سلامه و عصر الخلفاء الراشدين و عصور الأمويين و العباسيين و العثمانيين كما برز دور العقل الاستراتيجي عبر الحضارات في إدارة شؤون التجارة و الانتاج و هيمنة لغة المنتج و لغة البائع سيد السوق حتى في قيام الثورة الصناعية و بروز الحاجة لاستقلالية إدارة الشركة عن المالكين و استلزمت من كثافة عمل و كثافة تكنولوجيا